بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
إذا كان أرسطو أول من نظر للخطاب المسرحي في كتابه "فن الشعر" اعتمادا
على أعمال سوفكلوس وأسخيلوس ويوربيديس وأرستوفانوس، وإذا كان
أسخيلوس أول من كتب نصا دراميا وهو"الضارعات"، فإن الإخراج المسرحي لم يظهر
إلا في منتصف القرن التاسع عشر مع الألماني ساكس مننجن في 1874م،
وإن كانت كلمة الإخراج قد استعملت سنة 1820م . وقبل ذلك، كان المؤلف هو
الذي يمارس الإخراج بواسطة الإرشادات المسرحية وما يكتبه من تعليمات وتوجيهات
وإشارات وتفسيرات تسعف الممثلين على تمثل المسرحية.
وبعد تراجع مكانة المؤلف وسلطته النصية، أصبحت الأهمية تعطى للممثل النجم الذي
يشكل محور المسرح ولاسيما مع الرومانسية التي مجدت الفرد وإبداعه الذاتي والشخصي.
ولكن بعد ذلك، ستتضاءل مكانة الممثل النجم ليحل محله مخرج العرض الذي أصبح
يتحكم في النص والممثل والعرض المسرحي على حد سواء قصد تقديم فرجة مسرحية
تجذب الجمهور وتشركه في الفعل الدرامي.
ومن المعلوم أن المخرج هو الذي يخرج النص من حالته المجردة الكتابية إلى حالة
المعايشة والتجسيد الحركي الملموس. ومن ثم، يمكن الحديث عن ثلاثة أنماط من
المخرجين حسب الدكتور محمد الكغاط: المخرج المفسر (المخرج الحرفي)،
والمخرج – المرآة (المخرج الذي يحافظ على روح النص)، والمخرج المبدع (المخرج
الذي يغير النص ويعيد بناءه من جديد).
هذا، وقد مر المسرح بثلاث مراحل كبرى في تاريخ الإنسانية وهي: مرحلة التمثيل
ومرحلة الظواهر المسرحية ومرحلة المسرح. كما مر المسرح كذلك بثلاث مراحل أيضا،
وهي: مرحلة المؤلف (النص) ومرحلة الممثل ومرحلة المخرج
تحياتي