الحركة

موضوع: الحركة الأربعاء يونيو 20, 2007 9:55 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

: الحركة:

· حركة عامة: هي التي تشمل كل ما يجري

فوق منصة العرض من تحركات الممثلين

فراد وجماعات وهي بالتالي كل ما يتطلبه

المشهد المسرحي من مواقف مختلفة

· حركة فردية أو الإيماءة: وهي الحركة التي

يأتيها الممثلة باستخدام جسمه وأطرافه وحواسه.

الممثل الذي يجعل حركته تتكيف مع

العرض المسرحي وكل خصوصياته سواء

كان في عرض مسرحي مليء بالديكورات

أو آخر يفتقر إلى الديكور وتبقى المنصة شبه

خالية تماما وهنا تظهر براعته في إبراز

وإتقان تحركاته والتحكم في الحركة ببراعة

وإتقان لا يتأتى إلى بالتمرين على التعبير الجسدي

وهو يتضمن معرفة التقنيات التالية

(استرخاء العضلات – الرقص التعبيري – الرقص الإيقاعي –

المسايفة – الفروسية – بعض الألعاب الرياضية)

واسترخاء العضلات ضروري على خشبة المسرح

وفي حياتنا العامة ويجب على الممثل أن يتعلم

كل شيء من البداية كالطفل الصغير يجب

أن يتعلم كيف ينظر وكيف يمشي وكيف يتكلم...

ويجب التفاني في التمارين لإيجاد توافق بين

الحركة والكلام لتفادي مشكلة المشاكل

التي تعترض الممثل الغير متدرب والتي تتجلى

في عدم الحس باللإلقاء الذي يخلق الانسجام

والتناسق بين كل عمل يقوم به الممثل حتى يكون

أهلا ليقال عنه فنان.

وأصل الحركة هو التدريب الجسدي،

وأصل التدريب الجسدي هو ارتخاء العضلات

فيجب ألا تصدر أية إشارة عن الممثل إلا بأمر

منه فليست هناك حركة مجانية فوق الخشبة

وكل حركة تصدر عنه يجب أن يعرف مؤداها

ومعناها ليكون صادقا في التعبير وعند

الارتخاء يجب الوصول إلى نقطة الصفر

وخير مثال على ذلك أنك عندما تحمل شيئا

ثقيلا وتطرح عليك عدة أسئلة فلن تستطيع

الإجابة حتى تضع الثقل وتستريح فالتوتر

العضلي يؤثر على الذاكرة الانفعالية فإنك

طالما كنت تعاني من هذا التوتر الجسماني

فلن تقدر حتى على التفكير في التدرجات الدقيقة

للمشاعر أو في الناحية النفسية لدورك ومن

تم كان لزاما عليك قبل أن تحاول خلق أي

شيء وأن تجعل عضلاتك في حركاتها الطبيعية

حتى لا تعوق أفعالك، فإذا أصابك أي

توتر أثناء العرض أو في التمارين في أي عضو

من جسدك فيجب أن تتحرر من ذلك التوتر

كليا ليتراخى باقي الجسد تلقائيا ويصبح الجسد

خفيفا فضغط حركة قادر على عرقلة الجهازين

الداخلي والخارجي فلا ينبغي أن توتر عضلاتك

أو تشدها في لحظات تهيجك في الدور بل على

العكس فيجب إرخاؤها تماما، فعلى الممثل

أن يكون رقيبا على عضلاته وأن يتحكم في

إرخائها تماما سار حياته اليومية وليس فقط

ساعة العرض لأنها حتما ستخونه فجسد الممثل

الشديد التوتر يسد عليه سبل اتصاله بالجمهور

ويؤثر في العرض المسرحي فيجب أن يقوم

بتمرينات يومية تساعده على أن يضل

لائقا وتجعل عضلاته لينة وخالية من التوتر

الزائد عن الحد ودور الاحتضار ساعة الموت

خير دليل على الممثل الماهر الذي يستعمل

كل إمكانياته العضوية ليكون تمثيله مؤثرا وشبيها بالواقع.

الوضع الجيد للمثل:

وقفة عادية ومطمئنة يقظة لا يشوبها كثير من

التصلب أو كثير من الاسترخاء أشعر نفسك

بشيء من التو ثر في تجويف الظهر اختر

نقطة في مستوى النظر على بعد حوالي

10 أقدام وخذ 4 خطوات اتجاهها وجسدك

غير متصلب وكتفيك ليست مجذوبتين إلى الخلف

أو مندفعتين كثيرا إلى الأمام والرأس غير مقذوف إلى الأمام.

أهمية الحركة ذات الباعث فوق الركح:

الحركة على خشبة المسرح تصدر في العادة عن

باعث محدد ويجب على الممثل أن يحدد هذا

الباعث مثلا إنني ذاهب إلى فلانة لحمايتها أو

ذاهب إلى المدفئة لأخذ سيجارة ويتم اختيار

هذه البواعث التي تناسب المزاج النفسي للمشهد

وتناسب الخطة العامة الموضوعة لحركة الإخراج

تمرينات على الحركات ذات الباعث:

· أتوجه إلى رخامة المدفأة لكي

(أتطلع إلى صورة فوتوغرافيا – أبحث عن تيقاب

أشعل به سيجارتي – أدفئ يدي أمام النار – أبحث

عن بعض النقود أضن أنني تركتها هناك)

· توجه إلى شريكك على خشبة المسرح لكي

(تحميه (ها) – توبخه – تطلب منه شيئا).

· ودائما فكر في موقف محدد بحيث يكون

لحركتك ما يبررها وهذين التمرينين هدفهما

السيطرة على المسافة الكافية فوق الخشبة بالرغم

من كثرة الممثلين كما يمكن أن تطلب من الممثلين

الدوران دون أن يلمس أحدهما الآخر وبإشارة

منك يتوقفون، خلاصة الغرض من التدريب

على الحركة هو تحرير الجسم من التو ثر العضلي

ومن التقلص وجعل الجسم أكثر تعبيرا ومن

البديهي واللازم التدرب على التمثيل الصامت

والرقص والمبارزة...

· تستعمل على خشبة المسرح 3 أنماط من الحركة:

الحركة ذات الباعث: هي حركة مقصودة لغرض ما

الحركة الغريزية: تستعمل مثلا لمقاومة هجوم

الحركة اللاشعورية: وهي تنبئ عن حالة داخلية

(مثل السير ذهابا وإيابا في حالة قلق)

فالحركة من أساسيات العمل المسرحي

عموما والممثل على وجه الخصوص

وعدم ضبط الإيقاع بين الحركة والكلمة بكل

مقوماتها يخلق ارتباكا واضحا وبالتالي يسيء

إلى العمل المسرحي ككل فيجب تجنب المبالغة

في الحركة إلى في المسرحيات الساخرة

والميلودراما العتيقة الطراز.

أنماط الحركة:

ليست الحركة مجرد وسيلة للانتقال من مكان

لآخر بل هي لغة قائمة بذاتها ومن

الأفضل عند تخطيط إخراج المشهد أو المسرحية

البدء بالحركة ثم إيجاد التشكيلات

المناسبة لها بدلا من ابتكار التشكيلات أولا

والحركة كالتشكيلات ينبغي أن تكون

ترجمة حرفية للتعابير المجازية التي

قد تستخدمها في وصف المشهد.

الإيماءة: حركة مجردة ولكن مع ذلك عظيمة الدلالة

فلهزة الكتف معناها وكذلك شد الشعر وليس على

الممثل عادة أن يحضر إيماءاته سلفا ويعد ما تنطوي

عليه من معان إذ أنه ما كاد يداخله إحساس قوي

اتجاه شيء ما ويترك لنفسه العنان حتى تأتي منه

الحركة المعبرة تلقائيا وفي هذا رد على السؤال

الخالد (ماذا أصنع بيدي) فلو أن الممثل دخل

في إرهاب الشخصية لما عرضت عليه مشكلة

الحيرة فيما يصنع بيديه أكثر مما تعرض للشخصية نفسها.

ليونة الإيماءة: بعض الممثلين جامد في إيماءاته

إذ يبدون وكأن ما قد سمرت أذرعهم وأيديهم

في جوانبهم وإما لا تتحرك فقط أو تنتفض

في أقواس قصيرة، ولعلاج هذا الخوف إبدأ

بحفظ مقطوعة من 12 سطرا ولتكن حماسية

بالغة ثم تمرن عليه في غرفتك الخاصة أو الخلاء

أو على المسرح ثم بالغ في الكلام ما

شئت أن تبالغ واضرب الأرض بقدميك وأنت

تسير جيئة وذهابا وحرك ذراعيك بأقصى ما تستطيع،

لا يهم تناسب الكلام مع الحركة ستكون إيماءاتك

مضحكة في البداية فأنت تحتاج إلى التمرين

ثم بعد ذلك سترى أن إيماءاتك قد فقدت

جمودها وبدأت تتصف بالليونة والرشاقة

وأنها تطابق معاني العبارات دون أن تبدل مجهودا.

نقطة بداية الإيماءة:

أن تركز العضو القائم بقيادة الإيماءة قد يكون هذا العضو

ابهاميا أو راحتها أو الذقن فأيا كان ذلك العضو

دعه يتحرك في الجهة الملائمة تاركا بقية الجسم

يحدث التوافق المطلوب من تلقاء نفسه.

خلاصة فالمخرج يقدم حركات آلية في تشكيلة متنوعة لبعث الروح في النص

الأدب ليصبح نصا متحركا نابضا بالحياة بعد أن كان جامدا، والممثل يتطلب

منه إظهار مهارته وبراعته التي اكتسبها من تداريب جسدية ويجسدها في

حركات كيفما تنوعت وتكونت ويعتمد على الحركة وهي تنقلاته من مكان

لآخر، والإيماءة وهي حركة تؤدة بواسطة أطراف الجسم وأجزائه

وهذان الاثنان هما حرفية الممثل

وتصنف الحركة في:

· الحركة العمودية: وهي وقوف ونهوض الممثل.

· الحركة الأفقية: أثناء تنقل الممثل ذهابا وإيابا.

· الحركة المنحنية: أثناء الجلوس.

· الحركة المتكسرة: أثناء الانحناء والسقوط.

· الحركة الدائرية: أثناء الإستدار.

والممثل المتمكن من حرفيته هو الذي

يتقن التحرك الجيد وتوزيع حركاته وتحركاته

بعيدا عن كل افتعال وتكلف حتى تكون حركاته

سلسة متقنة ومقنعة لا تكلفه عناءا،

ولا جهدا زائدا لأن الافتعال والمبالغة يسيئان

للعمل المسرحي وما يقال عن الحركة يسقط

على الإيماءة، فالإيماءات الزائدة التي لا معنى

لها ولا مبرر والتي يلجأ إليها الممثل المبتدئ

القليل الخبرة مثلا الإشارة بأصبعه إلى نفسه

كلما ذكر كلمة (أنا) وإلى كل عضو

من أعضائه عندما يأتي في الحوار مثل

(أسمع – أرى – أو عبارة عيني – أنفي ورجلي)

فهذه الإشارة وبعد إتماما زائدة غير مستساغ

ليس له أي مبرر ولا معنى، اللهم إلا التعبير

عن جهل الممثل لحرفيته أو الاستخفاف بإدراك الجمهور.

تحياتي