siraje سراج فاعل
عدد الرسائل : 190 العمر : 42 Localisation : Tous pres de vous السٌّمعَة الطيبة : 0 نقاط : 45 تاريخ التسجيل : 24/09/2006
| موضوع: السينوغرافيا الإثنين يونيو 18, 2007 4:34 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
ما هو السينوجراف Scenographer؟ ما هي السينوجرافيا, دراسة للمصطلح
شاع تعبير السينوجرافيا في مسارح العصر الحديث في نهاية خمسينيات القرن العشرين إثر استقرار حركة المسارح و دور النشر في القارة الأوربية بعد الحرب العالمية الثانية، و لعدّة سَنَوات كانت هناك مناقشات حامية في المعهدِ الأمريكيِ لجلساتِ مؤتمرِ تقنيةِ المسرحِ بخصوص تعريفِ السينوجرافيا و السينوجراف.
في البلدانِ عدا الولايات المتّحدةَ, السينوجراف هو مصمم مسرحي يَتخصّصُ في تَصميم كُلّ العناصر البصرية للأداء، مستخدماً نظرة كونيةِ شموليةِ إلى مفهوم التصميم conceptualization. إنّ الخلافاتَ البادية في جلساتِ USITT * عَكستْ الحقيقة بأنّ، في الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر العروض مُنفَّذة مِن قِبل فريق من المصممين.
الطريقة السينوجرافية لإعداد المفهوم conceptualization اٌقتُبِست بارتياح في البلدانِ الأخرى مِنْ العالمِ حيث أنَّه لَيس غريباً أن يَكُون مصمم وحيد مسئولاً عن كُلّ عناصرِ التصميمَ في العرض. إنّ مدى وقتَ عملية ما قَبْلَ العرض عادة أكثرُ امتداداً بفضل الدعم الحكومي المالي. يَعْملُ المصممونُ والموظّفونُ التقنيونُ في أغلب الأحيان على راتب ثابتِ على مدار السَنَةِ ، هكذا تقل كلفتَهم عند وَضْع ميزانية لعرض معيّن. كنتيجة هناك وقت كافٍ لفردِ واحد ليبَحْث، يُصمّمُ ويُشرفُ على تطبيقِ كُلّ العناصر التي تُكوِّن العرض المسرحي.
في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث العرض المسرحي (التجاري)؛ وقت ما قَبْلَ العرض يُلزَم بحَدّ أدنى مؤلم، لأن مالَ المستثمرين مُحدّدُ و العائد السريع مطلوب. في المسرحِ الإقليميِ، المُشاهدون مُحدّدونَ و العروض الجديدةُ مطلوبة على أساس منتظم لحثهم على الحضور باستمرار. تُؤدّي فترةُ ما قَبْلَ العرض الأقصر إلى أَنْ تُقسّمَ مسؤولياتِ التصميمَ بين "المتخصصين" لضمان أن كُلّ منطقة تُعطي الانتباه الكاملَ لمتطلباتها. كنتيجة، المصممون الذين يَعْملونَ بنجاح ضمن الطريقة السينوجرافية scenographic لإعداد المفهوم conceptualization يُطوّرونَ مهارةَ استثنائية في العمليةِ التعاونيةِ لكي يَكُونوا قادرون على ابتكار تصميم نهائي متماسك.
تَقُول السينوجراف البريطانية باميلا هاوارد Pamela Howard في كتابها المعنون بعنوان : ما هي السينوجرافيا؟ : "يُحرّرُ السينوجراف النَصّ بشكل بصري والقصّة خلفه، بابتكار العالم الذي تَرى فيه العيونَ ما لا تَسْمعُه الآذانَ." "أي أن السينوجراف بالطبيعةِ عقعق ( طائر أبقع) ثقافي، يبهجه البحثِ عن لأشياء العابرةِ مِنْ تأريخِ وعِلْمِ اجتماع. إنّ تَشْكِيلةَ العملِ التي تُقدّمُ نفسها جزءُ من سحرِ الموضوعِ، وتَرضي فضولَ متأصّلاً ونهمَاً يُريدُ معْرِفة لَيسَ فقط الأحداثَ العظيمةَ للتأريخِ بالتفاصيلِ الدقيقةِ لكيفية معيشة الناسِ، أَكلهمَ، اغتسالهم، ارتدائهم الملابس، وكَسبَ معيشتهم."" السينوجرافيا - هي ابتكار فضاء خشبة المسرح - لا توجدُ كعمل فَنِّي مكتفٍ ذاتياً. . . . . . . . (قصاصة). . . . . . . السينوجرافيا ناقصة دائماً حتى يَدْخلْ المؤدّي/الممثل الفضاءِ و يَشْغلُ الجمهورَ. علاوة على ذلك , السينوجرافيا هي البيانُ المشتركُ للمخرج والفنانِ البصريِ (السينوجراف) لرؤيتهم للمسرحيّةِ أو الأوبرا أَو الرقصِ اللذان يُقدّمانِ إلى الجمهورِ كقطعةَ عملِ موحَّدة."
" السينوجراف يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فناناً يَسْتَطيع أن يَفْهمَ كَيفَ يَعْملُ مَع ويَدْمجُ أفكارَ المخرج، يَفْهمُ نَصّاً ككاتب، يَكُونُ حسّاسَ إلى حاجاتِ المؤدّي/الممثل المعروض أمام جمهورِ، ويَخْلقُ مجالاتَ بارعةَ وملائمةَ للعروض. . . . . . . . ."
(أيضاً يَفْهمُ الموسيقى و الصوت كموسيقار وملحن، و الحركة كراقص و مصمم رقصات choreogapher، وتأثيرات الضوءِ والظِلِّ كرسّام فنون جميلةِ و مصور فورتوغرافي)
". . . . . . أَستمعُ خصوصاً لصوتِ الكلماتِ خارجاً، موسيقية "musicality" النَصِّ، طابع الصوت وقوام الخطابِ، محاولةً أن أقرر لنفسي ما الذي يَجْعلُ هذه المسرحيّةِ مختلفة عن سواها- على سبيل المثال، الاختلاف في الصوتِ بين مسرحيّةِ لإبسن Ibsen وواحدة مِن قِبل بيكيت Beckett. هذا الإحساسِ الصوتي قريب جداً إلى الإحساسِ اللونِي. . . . . . ."
و السينوجرافيا هي العلم الذي يبحث في ماهية كل ما هو كائن على خشبة المسرح و ما يرافق فن التمثيل المسرحي من متطلبات و مساعدات تعمل على إبراز العرض المسرحي متناسقا و مبهرا أمام الجماهير . و السينوجرافيا ليست بدعة جديدة أكثر منها تطورا متجددا لمفهوم الديكور المسرحي و عناصر المناظر المسرحية، و قد ارتبط ظهور مصطلح السينوجرافيا بالتطور التكنولوجي الذي شهده مسرحنا المعاصر، و هو الأمر الذي أدى إلى ظهور العروض المسرحية المتعددة الوسائط و التي تعد تطبيقا للفن التقني في مجال المسرح، حيث استخدمت الوسائط لرفع درجة العرض لمسرحية ما أو لتكثيفها، من خلال استخدام الشرائح الملونة و المصورات و المواد البلاستيكية في المناظر، مما نقل خشبة المسرح المعاصر نقلة نوعية لا يزال المسرح الأوربي و الأمريكي يعيش حسناتها حتى يومنا هذا . إن التصميم المسرحي هو فن تشكيلي في المقام الأول ، بيد أنه فن زمني كذلك، بمعنى أنه يتغير مع الزمن و ليس مكانيا أو فراغيا فقط كالمعمار و النحت و التصوير. و تعد السينوجرافيا المسرحية تجسيدا لمفهوم الوحدة الفنية التي تعد مبدأً أساسيا لكل فن ، فوحدة العمل هي هدف جميع أفراد طاقم العمل المسرحي، إلا أن اتفاق الهدف لا يعني بالضرورة الاتفاق على أسلوب التنفيذ.
و فيما يلي أربعة مفاهيم للسينوجرافيا كل منها يؤكد عنصرا من عناصرها :
إن السينوجرافيا تعني محاولة توحيد العناصر المرئية للعرض لكي يبدو في النهاية كعمل لفنان واحد مبدع ، و بالطبع يندر أن يكون هناك فنان واحد مبدع و لكن تأثير العمل على المشاهد يعطي هذا الانطباع . السينوجرافيا عمل لفنان مسرحي خاص يرأس العمل بالنسبة للعمل المرئي ككل ، و هو يعمل بالتعاون مع المخرج لتحقيق درجة عالية من التوحد الفني .
كذلك تشير السينوجرافيا إلى عمل المخرج المبدع الذي يرشـد فريق الفنـانين بما فيهم الممثلين و مصمم المشاهد و مصمم الإضاءة و مصمم الملابس و الصوت و غيرهم بحيث يبدو العرض كما لو كان من إنتاج فنان واحد من فرط تكامله و توحده . قد تعني السينوجرافيا عمل الفنان المسرحي المتميز الذي يكتب النص و يخرجه ويصممه، فهو في حقيقة الأمر مايسترو العمل المسرحي، و بذلك يبدو العرض من نتاج فكر واحد .
و من ذلك يتبين لنا أن الهدف الرئيسي للسينوجرافيا هو تحسين التواصل و الحوار بين طاقم العمل، فالعامل الرئيسي لنجاح أية مجموعة مسرحية هو نجاح الفنانين في التواصل غير المباشر ، و إذا كانت لديهم الإمكانيات الفنية و نالوا تدريبا مناسبا فإن نجاحهم يتوقف على مسألتين : حساسية الفنانين للتواصل الرمزي بينهم و بين من يعملون معهم . استعداد و مقدرة كل منهم على تزويد الآخرين بالمعلومات الفنية التي يحصلون عليها Feed Back و هذا يعد تمحيصا للعمل الفني .
و على الفنان المسئول عن السينوجرافيا أن يكون متخصصـا في التواصل غير التحليلي (الكلي و ليس الجزئي )، و أن يكون مستعدا لحمل جزء كبير من المسئولية عند العمل مع المخرج. و المخرجون و مصممو السينوجرافيا يفكرون بطرق مختلفة، فالمخرجـون يفكرون في كلمـات النص و التشخيص و حركة الممثلين، بينما يفكر مصمم السينوجرافيا في ترجمة المشاهد من النص إلى صور مرئية، و هو إذ يقوم بهذه القفزة الرمزية من الكلمات المكتوبة إلى المشهد المرئي يخرج من الحيز الذي يتحرك فيه المخرج الذي يظل على اتصال دائم بالنص أثناء البروفات .
و يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن ميدان عمل مصمم السينوجرافيا لا يتحدد فوق خشبة المسرح و لكنه يتجاوزها إلى صالة الجمهور و التي استغلها الإخراج الحديث للتمثيل أيضا في بعض الدرامات العصرية ، إضافة إلى أن مكان الجمهور هو نهاية مطاف التأثير الدرامي و نقطة الارتكاز في عملية استحسان و قبول العرض من عدمه .
و السينوجرافيا بشكل عام تهدف إلى تطويع حركة الفنون التشكيلية و التطبيقية بما ضمته من فنون المعمار و المناظر و الأزياء المسرحية و طرق استغلالها في الفضاء المسرحي ـ من خلال فن المنظورـ في علاقة أكيدة و متضافرة مع الكلمة و مع الدراما بصفة عامة ، فالسينوجرافيا المعاصرة تؤكد على دور الفن التشكيلي المعاصر و تَعانقه مع فن المسرح وفق صيغة سينوغرافية حديثة، خاصة و أن القالب المعماري للمنصة اتخذ أشكالا عديدة في المسـرح المعاصر، أصبحت تمثل تحديا مثيرًا للمخرج و الممثل و تمثل تحديا أكبر لمصمم السينوجرافيا ، إذ تدعوه إلى استخدام خياله و ذكائه و خبرته و حسه و قدرته على الابتكار .
إن هذا التضافر قد خرج على المسرح بلغة جديدة تبلورت معالمها في التيارات الفنية التي ظهرت و انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية ـ خاصة في أوربا و الولايات المتحدة ـ مما أدى إلى بروز دور مصمم السينوجرافيا للعرض المسرحي، و أفسح له المجال للقيام بمهمته التشكيلية الدرامية الجمالية مُوَظـِّفا ما وصلت إليه التقنية من تطور و تقدم و آلية و إبهار، حتى أضحى المسرح بفعل مجهود مصمم السينوجرافيا قطعة حيوية نابضة، خلقت ترقيات لا حد لها و لا حصر في مجاراتها للعصرية و آفاقها في المسرح الحديث .
تحياتي | |
|